أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في كلمته أمام اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الموالي لإسرائيل، أن القدس ليست مستوطنة وإنما العاصمة الأبدية لإسرائيل. ويأتي هذا التصريح بعد ساعات من كلمة ألقتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حذرت فيها من مخاطر الاستيطان على عملية السلام في الشرق الأوسط.
تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بخطه المتشدد بشأن سياسة الاستيطان في القدس الشرقية، واستبعد أي تغيير في هذا المجال في الخطاب الذي ألقاه مساء الاثنين أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية-الإسرائيلية ("ايباك")، وهي ابرز مجموعة ضغط موالية لإسرائيل في الولايات المتحدة.
وكانت واشنطن دعت في وقت سابق على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إسرائيل إلى القيام بـ"خيارات صعبة ولكن ضرورية" في مجال الاستيطان، غير ان بنيامين نتانياهو استغل منبر لجنة "ايباك" للتأكيد ان القدس "ليست مستوطنة بل عاصمة" اسرائيل.
وأضاف نتانياهو قائلا ان "الشعب اليهودي بنى القدس قبل ثلاثة آلاف عام والشعب اليهودي يبني القدس اليوم" في إشارة إلى مشاريع الاستيطان المعلنة من قبل حكومته.
وقال ان مشاريع المستوطنات الأخيرة في القدس الشرقية التي أثارت استياء الولايات المتحدة لا تعتبر سياسة جديدة في مجال الاستيطان وإنما استمرار لخط انتهجته جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ حرب حزيران/يونيو 1967، تاريخ احتلال القدس الشرقية وضمها للدولة العبرية في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي.
ويعد حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي في المؤتمر السنوي لـ"ايباك" ثاني نشاط له منذ وصوله مساء الأحد إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وكان نتانياهو التقى نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن قبل إجراء محادثات مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام أعضاء لجنة "ايباك" عن ثقته في "استمرار الصداقة" بين إسرائيل والولايات المتحدة في الوقت الذي تواجه فيه العلاقات الدبلوماسية بين البلديين أزمة بسبب تشدد سياسة الاستيطان الإسرائيلية.
وتدهورت العلاقات الثنائية بشكل كبير نسبيا بسبب رفض نتانياهو التخلي عن سياسته الاستيطانية. واندلعت أزمة دبلوماسية بين البلدين عندما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، في خضم زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل في منتصف آذار/مارس، قرارها السماح ببناء 1600 وحدة سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة.
ونوه نتانياهو في كلمة استغرقت 45 دقيقة بالتزام واشنطن "الثابت" بأمن إسرائيل على مدار الولايات الرئاسية وتداول الحزبين الديمقراطي والجمهوري للسلطة.